Saturday 8 September 2007

صناعة الأمل


الأمل وحضارة البشر

يحى الانسان بالأمل ....الأمل هو الدافع الأول والأخير لحياة الانسان ....الأمم والحضارات بنيت على الأمل التى يتعلق به أفرادها أو الأمة ككل .... نشأة حضارة قدماء المصريين بنيت على الأمل فى الحياة الآخرة ... ضحت هذه الحضارة بأبنائها مقابل هذا الأمل فبنت الأهامات والمعابد قبل البيوت والمساكن

الحضارة الغربية تأسستً على الأمل والانجاز فى النواحى المادية ....المستعمرين القدماء للقارة الأمريكية يسعون نحو الثروة... أولاً الذهب فى الغرب... ثم البترول بعد ذلك ... وإذا لم يكن هناك أمل حقيقى فلا بد أن يتسبدل بأمل وهمى

صناعة الأمل وصناعة الوهم

الأمل ليس بالضرورة أن يكون حقيقيا المهم أن يقتنع به الانسان ليصبح دافع ليعمل.... ليكافح... ليفكر.... و يبتكر

تحول الأمل الى صناعة أو بزنيس ... لاس فيجاس مقر القمار فى القارة الأمريكية .. صناعة القمار فى المملكة المتحدة ... هى بزنيس الأمل حتى لو كان الأمل وهم كبير

اليناصيب... المسابقات ... وحتى كرة القدم ... سابقات الخيل ... كلها أصبحت صناعة تدر ربح كبير وتسقطب الملايين

كرة القدم... الفيفا ... أصبحت ضرورة لايمكن أن يستغنى عنها البشر ... لاتستطيع أى دولة أن توقفها الآن... الأمل الذى يتساوى فيه الفقير والغنى .. المثقف والجاهل

سقوط الأمل وسقوط الشعوب والأمم

هناك العديد من الأمثلة التى توضح بجلاء أثر سقوط الأمل

الاشتراكية والشيوعية وإن كانت تسعى لأهداف لا يختلف ليها أحد من عدالة ومساواة ورفاهية .. ولكنها لم تبنى على أساس القوة الدافعة الرئيسية للبشر ... الأمل الفردى ..... وكرست الشعوب للأمل الجماعى .. وسقط الأمل الجماعى .. لم يتبقى شيئ إذن لكى تستمر

كذلك أنظر هتلر والنازية كيف كانت دافع للشعب الألمانى ليلقى نفسه الى التهلكة... وكذلك اليابان واستنفار شعبها لاحتلال باقى الشعوب ... ولكن سرعان ما قام الشعبان باستبدال آمال جديدة للتفوق الصناعى والاقتصادى ... لتعطى دفعة غير عادية لهذه الشعوب للتفوق

ولعل سر تفوق النظرية الرأسمالية ... هو تجديدها وتعلمها وبث آمال مستجدة لتظل تدفع البشر نحو الانجاز...

مشروع القومية العربية كان هو صناعة الأمل لدى الشعوب العربية فى عهد عبد الناصر .. ولقد أخذ هذا المشروع أولوية على أولوية وآمال الأفراد

انهار المشروع... وانهار الأمل على المستوى القومى ... ولم يكن هناك آمال على المستوى الفردى ... فكان لابد أن يستبدل بمشروع آمال أخرى ....فى الدنيا أو فى الآخرة ...

ظهر المشروع الدينى الحالى مبنى أساساٌ على الأمل فى الآخرة نتيجة لكل ظواهر الفشل فى الحياة الدنيا..... فلقد أعيت الناس الحيلة فى مشروع حياتهم.... إذن دعنا نضع مشروع الأمل فى الآخرة

وبالرغم من أن الحضارة الاسلامية تدفع للأمل فى الحياة وفى الآخرة ... والموزانة بينهم لإعمار الدنيا ... فإن المشروع الدينى الحالى .. يرتكز على الحياة الآخرة فقط

لذا نجد المتطرفين من المشروع الاسلامى يضحون بحياتهم .. لثقتهم فى الأمل فى الآخرة

الاحباط والقنوط ... هما الباب الرئيسى لليأس من الأمل فى الحياة الدنيا

لم يعد للإنسان آمال فى الدنيا يحلم بها... ولم يعد له فرصة لكى يفكر ويخطط كيف يصل الى تحقيق آماله.... لم يعد هناك قواعد للنجاح ... أوفرص متساوية للنجاح

لم يعد هناك القدوة ... لم يعد هناك القائد .... لم يعد هناك المبشر بالأمل.... لم يعد هناك المفكر ... لم يعد هناك ذو الرؤية التى تجمع البشر على يد واحدة لانجازشيئ ما

حتى المشروع الاسلامى الحالى فهو مشروع ضئيل بالمقارنة بالحضارات الاسلامية السالفة فهو متوقف على مجرد تطبيق الشريعة والحدود .... والباقى على الله

سقوط الأمل وسلوكيات البشر

كذلك فإن سقوط الأمل فى الشعوب المتقدمة مثل السويد يدفع أفرادها الى الانتحار ..فلم يعد هناك معنى للحياة بدون أمل...