Monday 27 August 2007

مصر هبة النيل

مصر هبة النيل

مقولة قدمية منذ آلاف السنين قالها هيردوت ونرددها دائما دون أن نعى معناها

لو أمعنا التفكير بعض الشيئ فى هذه المقولة لأتضح لنا العديد من أخطائنا التاريخية ورؤيتنا القاصرة

تعنى هذه المقولة -
طبقا لعلم الجغرافيا السياسية - أن المجال الحيوى لمصر هو حوض نهر النيل وأن على مصر أن لا تنظر شرقاُ أو غرباُ بل أن تنظر دائما للجنوب

إذا سئلت أى شخصى متخصص فى إدارة الكوراث لتتعرف منه على أكبر المخاطر على الاطلاق التى يمكن أن تهدد الأمن المصرى لكان الرد هو نهر النيل

النيل هو مصدر الحياة والمياه العذبة الرئيسى – يكاد أن يكون هو المصدر الوحيد للشعب المصرى

فمصر ليست بها أمطار مثل السودان والحبشة وبقية دول حوض النهر

مصر آخر دولة فى مسار النهر فالدول الأخر تستيطع - فى حالة توفر التكنولوجيا والقدرات المادية- أن تتحكم فيما يصل لمصر من المياه

أنظر لتركيا مثلا وكيف تتحكم فى مقدرات المياه من الانهار التى تنبع فى أرضها وتصب فى دول أخرى مثل سوريا

تلوث نهر النيل أو نقص ما يصلنا من النهر يعنى كارثة قومية كبيرة ...

خطط أعداؤنا للنيل منا ترتكز على النيل وضرب السد العالى

فى الماضى عندما كانت هناك وحدة بين شعبى الوادى –مصر والسودان- كانت لاتفصلنا عن منابع النيل فى الحبشة دول أخرى – نستطيع أن ندافع عن أمنا المائى وأن نصل لمنابع حياتنا للدفاع عنها إذا دعت الضرورة

دعنا نتسأل أنفسنا لماذا إذن فرطنا فى هذه الوحدة من أجل التهافت على اتفاقية تحوى فى جنباتها من الشروط ما يؤهل لفك هذه الوحدة

والآن جاء الدور على السودان لكى يتفكك هو الآخر وتصبح بيننا وبين منابع النيل دول عديدة يعلم الله كيف سيمكننا استرضاؤها فى كل وقت لنحصل على قطرات المياه التى سيحتاجها اولادنا واحفادنا

إذن أولوية العمل الساسى فى التعامل مع القضايا المهمة والخطيرة تحتم أن نضع مشاكل دول حوض نهر النيل قبل أى مشكلة فهى مشكلة حياة أو موت

لايجب أن نستمر فى أسلوب رد الفعل لما يحدث حولنا – يجب أن نحلل المواقف ونستشرف المستقبل ونتعرف على السيناريوهات المحتملة والنواتج والتبعيات المترتبة وكيفية التعامل معها

بل يجب أن تكون لدينا استراتيجية واضحة وآلية انذار مبكر لما يدور حولنا لكى نضع الخطط والبرامج للتعامل مع هذا المجال الحيوى حتى نؤمن حياتنا وحياة أولادنا

هذا هو العمل الهام الذى يجب أن تشارك جهات عددية مثل وزارة الخارجية لتوفير المعلومات وتقييم الموقف على أرض الواقع – أكاديمة ناصر العسكرية بما لديها من خيرات ودرسات استراتجية – مراكز المعلومات ودعم القرار وغيرها

أن يكون هناك جهة تنسيق ومتابعة وتطوير وتحديث هذه الدراسات لكى نضع استراتيجية طويلة المدى ملتزم بها ولا تحيد عنها أولوياتنا فى كل العهود القادمة


No comments: