Monday 27 August 2007

البطالة وتدوير العمالة

البطالة وتدوير العمالة

البطالة مشكلة كبيرة مزمنة وتتفاقم فى مصر وعندما تطرح هذه المشكلة نبدء فى حساب الأرقام والنسب المئوية للبطالة فى مصر وفى دول أخرى


فإذا كانت النسبة فى حدود النسب الموجودة فى الدول الأخرى حمدنا ربنا على ذلك وتسكت الألسن عن الكلام والأقلام عن الكتابة فى هذا الموضوع حيث أصبحت بذلك البطالة مشكلة عالمية ولاتخص مصر بذاتها ونحن نعمل ما علينا فى ظل امكانياتنا

ولكن دعنا أولاٌ نتعرف لماذا عادة تحدث البطالة

فى هذا العصر ... نلاحظ التغير السريع فى احتياجات المستهلك من السلع والخدمات

تحاول مجالات النشاط الاقتصادى المختلفة - الصناعة والزراعة والخدمات - أن تتشمى مع هذه السلع والخدمات الجديدة فتعدل من منتجاتها أو من خطوط انتاجها أو من مجالات الخدمة التى تقدمها أولاُ بأول

تعديل الخدمات والمنتجات والسلع سيؤدى حتما الى خلق طلب على مهارات بشرية فى مجالات محددة والاستغناء عن خبرات بشرية فى مجالات أخرى

وبالتالى ستتخلص مجالات النشاط الاقتصادى من عمالة لم تعد مهاراتهم مطلوبة ... وتتحول هذه العمالة الى البطالة

تعالج الدول المتقدمة عدم التطابق بين الطلب و العرض فى سوق العمال بإعادة تدوير هذه العمالة من خلال التدريب المستمر لتحويل هذه العمالة لمهن أخرى تحتاجها السوق

وبالتالى فالبطالة عملية دوارة تقع عليك يوم ثم يعاد تدويرك لتدخل فى السوق من جديد لتقع على شخص آخر وهكذا

وعلى العموم هى ليست موجهة الى فئة أو طبفة بعينها ... اللهم الا إذا كانت هناك منطقة محرومة من مجالات النشاط الافتصادى للدولة

أما فى مصر فليست هناك آلية منتظمة لتحديد المهن والمهارات التى تتطلبها السوق وتوجيه التعليم العام والتعليم الفنى والتعليم العالى الى هذه المهن والمهارات

كذلك فان المحتوى التعليمى والمعارف والمهارات التى تدرس للطلبة والتلاميذ ليست لها علاقة بسوق العمل على الاطلاق

عموما مشاكل التعليم قد تحتاج الى استفاضة أكبر فى مقام آخر

المهم أن مجمتع البطالة فى مصر هو مجتمع الركود من يدخل فيه لايخرج الا فى حالات محدودة

هناك شباب تعدوا سن الشباب لم يمارسوا عملاُ على الاطلاق منذ تخرجهم أو دخولهم سوق العمل

فإاذا كان هناك مليون شاب فرنسى العام الفائت بدون عمل

فالعام الحالى هناك أيضا مليون وقد يكون مليون ونصف شاب فرنسى بدون عمل

ولكنهم ليسوا هم نفس الشباب العاطل فى العام الفائت

العديد من الشباب العاطل فى العام الفائت قد تم تدويره والتحق بمهن جديدة يحتاجها سوق العمل

ومجموعة أخرى من الشباب دخلت مجمتنع البطالة لأن مهنتها لم تعد يحتاجها السوق فى هذا العام

ولن يمضى عام والا وقد تم تدوير هذه العمالة وهكذا تستمر الحلقة

المشكلة فى مصر أن البطالة تقع لنفس الشباب فهم عاطلون منذ سنوات عدة وسيظلنا عاطلين لعدة سنوات آخرى

هم فنبلة موقوتة قابلة للانفجار .. للتطرف .. للإدمان .. للإجرام .. للإنحراف ... لتبنى قيم وأخلاق الفقر

No comments: