Saturday 8 September 2007

صناعة الأمل


الأمل وحضارة البشر

يحى الانسان بالأمل ....الأمل هو الدافع الأول والأخير لحياة الانسان ....الأمم والحضارات بنيت على الأمل التى يتعلق به أفرادها أو الأمة ككل .... نشأة حضارة قدماء المصريين بنيت على الأمل فى الحياة الآخرة ... ضحت هذه الحضارة بأبنائها مقابل هذا الأمل فبنت الأهامات والمعابد قبل البيوت والمساكن

الحضارة الغربية تأسستً على الأمل والانجاز فى النواحى المادية ....المستعمرين القدماء للقارة الأمريكية يسعون نحو الثروة... أولاً الذهب فى الغرب... ثم البترول بعد ذلك ... وإذا لم يكن هناك أمل حقيقى فلا بد أن يتسبدل بأمل وهمى

صناعة الأمل وصناعة الوهم

الأمل ليس بالضرورة أن يكون حقيقيا المهم أن يقتنع به الانسان ليصبح دافع ليعمل.... ليكافح... ليفكر.... و يبتكر

تحول الأمل الى صناعة أو بزنيس ... لاس فيجاس مقر القمار فى القارة الأمريكية .. صناعة القمار فى المملكة المتحدة ... هى بزنيس الأمل حتى لو كان الأمل وهم كبير

اليناصيب... المسابقات ... وحتى كرة القدم ... سابقات الخيل ... كلها أصبحت صناعة تدر ربح كبير وتسقطب الملايين

كرة القدم... الفيفا ... أصبحت ضرورة لايمكن أن يستغنى عنها البشر ... لاتستطيع أى دولة أن توقفها الآن... الأمل الذى يتساوى فيه الفقير والغنى .. المثقف والجاهل

سقوط الأمل وسقوط الشعوب والأمم

هناك العديد من الأمثلة التى توضح بجلاء أثر سقوط الأمل

الاشتراكية والشيوعية وإن كانت تسعى لأهداف لا يختلف ليها أحد من عدالة ومساواة ورفاهية .. ولكنها لم تبنى على أساس القوة الدافعة الرئيسية للبشر ... الأمل الفردى ..... وكرست الشعوب للأمل الجماعى .. وسقط الأمل الجماعى .. لم يتبقى شيئ إذن لكى تستمر

كذلك أنظر هتلر والنازية كيف كانت دافع للشعب الألمانى ليلقى نفسه الى التهلكة... وكذلك اليابان واستنفار شعبها لاحتلال باقى الشعوب ... ولكن سرعان ما قام الشعبان باستبدال آمال جديدة للتفوق الصناعى والاقتصادى ... لتعطى دفعة غير عادية لهذه الشعوب للتفوق

ولعل سر تفوق النظرية الرأسمالية ... هو تجديدها وتعلمها وبث آمال مستجدة لتظل تدفع البشر نحو الانجاز...

مشروع القومية العربية كان هو صناعة الأمل لدى الشعوب العربية فى عهد عبد الناصر .. ولقد أخذ هذا المشروع أولوية على أولوية وآمال الأفراد

انهار المشروع... وانهار الأمل على المستوى القومى ... ولم يكن هناك آمال على المستوى الفردى ... فكان لابد أن يستبدل بمشروع آمال أخرى ....فى الدنيا أو فى الآخرة ...

ظهر المشروع الدينى الحالى مبنى أساساٌ على الأمل فى الآخرة نتيجة لكل ظواهر الفشل فى الحياة الدنيا..... فلقد أعيت الناس الحيلة فى مشروع حياتهم.... إذن دعنا نضع مشروع الأمل فى الآخرة

وبالرغم من أن الحضارة الاسلامية تدفع للأمل فى الحياة وفى الآخرة ... والموزانة بينهم لإعمار الدنيا ... فإن المشروع الدينى الحالى .. يرتكز على الحياة الآخرة فقط

لذا نجد المتطرفين من المشروع الاسلامى يضحون بحياتهم .. لثقتهم فى الأمل فى الآخرة

الاحباط والقنوط ... هما الباب الرئيسى لليأس من الأمل فى الحياة الدنيا

لم يعد للإنسان آمال فى الدنيا يحلم بها... ولم يعد له فرصة لكى يفكر ويخطط كيف يصل الى تحقيق آماله.... لم يعد هناك قواعد للنجاح ... أوفرص متساوية للنجاح

لم يعد هناك القدوة ... لم يعد هناك القائد .... لم يعد هناك المبشر بالأمل.... لم يعد هناك المفكر ... لم يعد هناك ذو الرؤية التى تجمع البشر على يد واحدة لانجازشيئ ما

حتى المشروع الاسلامى الحالى فهو مشروع ضئيل بالمقارنة بالحضارات الاسلامية السالفة فهو متوقف على مجرد تطبيق الشريعة والحدود .... والباقى على الله

سقوط الأمل وسلوكيات البشر

كذلك فإن سقوط الأمل فى الشعوب المتقدمة مثل السويد يدفع أفرادها الى الانتحار ..فلم يعد هناك معنى للحياة بدون أمل...

Friday 31 August 2007

القيم الحقيقة للاسلام أولاً العمل

يقول عليه الصلاة والسلام

إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها

قيمة دينية تصلح لكل العصور من عصرنا هذا الى يوم الدين

دعنا نتأمل فيها قليلاُ

فهى تؤكد على تقديس قيمة العمل فى ذاته بغض النظر عن النتيجة

كلنا نعمل وننتظر النتيجة ونغضب إذا لم نحصل على المكافأة العادلة من وجهة نظرنا

ولكن الحديث يطلب منك أن تعمل وأنت موقن تماماُ أنك لن تحصل على نتيجه بل قد لا تسطيع أن تتمه قبل أن تأتيك الغاشية و لم يطلب منا أن نترك عملنا ونصلى ونبتهل أو نستغفر أو نعلن توبتنا مما اقترفناه

تأملوا يا سادة قيمة وأولوية العمل الذى قد لاتحصل منه على عائد أو فائدةعلى الاطلاق

ولكن كلنا للأسف نتباطء ونتكاسل وننشغل عن عملنا لعدم قناعتنا بما بسطه الله لنا من الرزق

فالعمل على الانسان والنتيجة على الله فى الدنيا والآخره

Tuesday 28 August 2007

القيم الدينية والخرافة

للأسف الشديد ساد اليوم العديد من القيم الدينية التى هى أشبه الى الخرافة وتراجعت القيم الدينية الحضارية

فإذا هزمنا فى معركة أو حتى فى مبارة كرة قدم فالسبب هو أننا لا نلتزم بديننا وليست لهزيمتنا أى علاقة بالاسباب الدينيوية

تخيل داعية اسلامى مشهور يحث العالم الاسلامى أن نحل مشكلة العراق وفلسطين بالدعاء، واننا لوقمنا بالعبادات دانت لنا الدنيا وتغلبنا على أعدائنا دون عناء أو مشقة فى التفكير أو التخطيط أو بذل الجهد وتصحيح المسارات والتعلم من أخطائنا

هناك حكاية غريبة موجودة فى الكتب الدينية فى المدارس ونسمعها باستمرار فى خطب الجمعة وهى أنه عندما عم العدل والفضيلة فى عهد عمر بن عبد العزيز كانت الذئب تمر أمام الشاه فلا تهاجمها أو تأكلها

وفجأة رأى أحد الرعاة الذئب يهجم على الشاه فصاح يا ويلاه لقد مات عمرو بن عبدالعزيز

دعنا نفهم ونتعلم ما وراء هذه القصة

عمر بن عبد العزيز لا رسول ولا صاحب معجزات وبالرغم من ذلك ألصقنا به صفات خارقة تهد سنن الكون والتوازن البيئى الطبيعى بين الكائنات والتى وضعها الله

فالرسالة التى تبطنها هذه القصة أن لا يخاف المسلم وليس عليه أن يتدبر كيف يحمى نفسه أو ثرواته التى يمتلكها من أى خطر ما دم هناك التزام دينى

إذن لماذا االغرب الكافر واليابانيين الملحدين بينجحوا ليه

لازم الدنيا قسمين قسم كافر يجب أن يعمل حتى يجد النتيجة وقسم آخر مسلم تقى لايلزم له أن يعمل ما دام هو مسلم ملتزم ويكفيه الدعاء ليستجيب له الله

فى زيارة لأحد المصانع وجدت العمال يطلقون اللحية والعاملات منقبات والكل يقرأ المصاحف أثناء العمل وحول كل عامل وعامله كم من الزبالة والمخلفات التى تعوق عمله ولا يكترث بأن يخصص ولو وقت ضئيل للعمل فى بيئة نظيفة صالحة أو أن يحسن من أداءه

العامل أوالعاملة يتقاضى 300 جنيه شهريا ويتكل على الله لكى دخله يتحسن ويعتمد على الدعاء فى صلواته الخمسة على أن الله سيجيب له الدعاء

وله فى حكاية عمر بن العزيز أسوة

شركة أخرى متعددة الجنسات يعمل بها مديرون مصريون

طلب من مدير المصنع أن يقوم بتطوير نظامه ورفع انتاجيته أسوة ببقية المصانع حول العالم وستكون هناك زيارة بعد شهر من المسئولين فى المقر الرئيسى فى الخارج للتعرف على مدى الانجاز حتى يتساوى المصنع فى مصر مع بقية المصانع

المدير واثنين من الادارة العليا اعتكفوا آخر رمضان فى المسجد بالرغم من علمهم أنه بعد العيد مباشرة سيتم التفتيش عليه .... وله فى حكاية عمر بن عبد العزيز أسوة

لم يمضى سوى ثلاث شهر وقد نحى المدير من منصبه ... ويشكو من أن زملائه هم الذين أوقعوا بينه وبين رؤسائه

يا سادة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام عندما هاجر من مكة الى المدينة استعان بكافر يعرف الطرق والمدقات لكى يهرب من أيدى الكفار الذين كانو يتتبعونه

فى المعارك لم يكن يبتهل إلى الله لكى يعرف أين سيعسكر ولكن كان يسأل من له خبرة لكى يدله ولم يتكفى بالدعاء وهو النبى عليه الصلاة والسلام وليس عمر بن عبد العزيز أو شخص عادى مثلنا

سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام فضًل الأخ الذى يعمل عن الأخ المتنطع فى الجامع ولايعمل

سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام قال لنا أنتم أدرى بشئون دنياكم

سيدنا محمد كان يعمل ويحسن عمله ويجزى عليه كما تروى القصص عندما كان يدير مال السيدة خديجة

نحن فى القرن الواحد والعشرين للأسف نعيش فى عصر الغيبوبة والخرافات وننتظر المعجزات ونعتقد أن الدين هو ممارسة الطقوس

الحضارة الاسلامية لم تزدهر الا بعلمائها فى جميع مناحى العلم والثقافة والفنون ولما بدئت عصور الدراويش والخرافات والقيم الغيبية تدهورت معها حضارتنا

Monday 27 August 2007

البطالة وتدوير العمالة

البطالة وتدوير العمالة

البطالة مشكلة كبيرة مزمنة وتتفاقم فى مصر وعندما تطرح هذه المشكلة نبدء فى حساب الأرقام والنسب المئوية للبطالة فى مصر وفى دول أخرى


فإذا كانت النسبة فى حدود النسب الموجودة فى الدول الأخرى حمدنا ربنا على ذلك وتسكت الألسن عن الكلام والأقلام عن الكتابة فى هذا الموضوع حيث أصبحت بذلك البطالة مشكلة عالمية ولاتخص مصر بذاتها ونحن نعمل ما علينا فى ظل امكانياتنا

ولكن دعنا أولاٌ نتعرف لماذا عادة تحدث البطالة

فى هذا العصر ... نلاحظ التغير السريع فى احتياجات المستهلك من السلع والخدمات

تحاول مجالات النشاط الاقتصادى المختلفة - الصناعة والزراعة والخدمات - أن تتشمى مع هذه السلع والخدمات الجديدة فتعدل من منتجاتها أو من خطوط انتاجها أو من مجالات الخدمة التى تقدمها أولاُ بأول

تعديل الخدمات والمنتجات والسلع سيؤدى حتما الى خلق طلب على مهارات بشرية فى مجالات محددة والاستغناء عن خبرات بشرية فى مجالات أخرى

وبالتالى ستتخلص مجالات النشاط الاقتصادى من عمالة لم تعد مهاراتهم مطلوبة ... وتتحول هذه العمالة الى البطالة

تعالج الدول المتقدمة عدم التطابق بين الطلب و العرض فى سوق العمال بإعادة تدوير هذه العمالة من خلال التدريب المستمر لتحويل هذه العمالة لمهن أخرى تحتاجها السوق

وبالتالى فالبطالة عملية دوارة تقع عليك يوم ثم يعاد تدويرك لتدخل فى السوق من جديد لتقع على شخص آخر وهكذا

وعلى العموم هى ليست موجهة الى فئة أو طبفة بعينها ... اللهم الا إذا كانت هناك منطقة محرومة من مجالات النشاط الافتصادى للدولة

أما فى مصر فليست هناك آلية منتظمة لتحديد المهن والمهارات التى تتطلبها السوق وتوجيه التعليم العام والتعليم الفنى والتعليم العالى الى هذه المهن والمهارات

كذلك فان المحتوى التعليمى والمعارف والمهارات التى تدرس للطلبة والتلاميذ ليست لها علاقة بسوق العمل على الاطلاق

عموما مشاكل التعليم قد تحتاج الى استفاضة أكبر فى مقام آخر

المهم أن مجمتع البطالة فى مصر هو مجتمع الركود من يدخل فيه لايخرج الا فى حالات محدودة

هناك شباب تعدوا سن الشباب لم يمارسوا عملاُ على الاطلاق منذ تخرجهم أو دخولهم سوق العمل

فإاذا كان هناك مليون شاب فرنسى العام الفائت بدون عمل

فالعام الحالى هناك أيضا مليون وقد يكون مليون ونصف شاب فرنسى بدون عمل

ولكنهم ليسوا هم نفس الشباب العاطل فى العام الفائت

العديد من الشباب العاطل فى العام الفائت قد تم تدويره والتحق بمهن جديدة يحتاجها سوق العمل

ومجموعة أخرى من الشباب دخلت مجمتنع البطالة لأن مهنتها لم تعد يحتاجها السوق فى هذا العام

ولن يمضى عام والا وقد تم تدوير هذه العمالة وهكذا تستمر الحلقة

المشكلة فى مصر أن البطالة تقع لنفس الشباب فهم عاطلون منذ سنوات عدة وسيظلنا عاطلين لعدة سنوات آخرى

هم فنبلة موقوتة قابلة للانفجار .. للتطرف .. للإدمان .. للإجرام .. للإنحراف ... لتبنى قيم وأخلاق الفقر

مصر هبة النيل

مصر هبة النيل

مقولة قدمية منذ آلاف السنين قالها هيردوت ونرددها دائما دون أن نعى معناها

لو أمعنا التفكير بعض الشيئ فى هذه المقولة لأتضح لنا العديد من أخطائنا التاريخية ورؤيتنا القاصرة

تعنى هذه المقولة -
طبقا لعلم الجغرافيا السياسية - أن المجال الحيوى لمصر هو حوض نهر النيل وأن على مصر أن لا تنظر شرقاُ أو غرباُ بل أن تنظر دائما للجنوب

إذا سئلت أى شخصى متخصص فى إدارة الكوراث لتتعرف منه على أكبر المخاطر على الاطلاق التى يمكن أن تهدد الأمن المصرى لكان الرد هو نهر النيل

النيل هو مصدر الحياة والمياه العذبة الرئيسى – يكاد أن يكون هو المصدر الوحيد للشعب المصرى

فمصر ليست بها أمطار مثل السودان والحبشة وبقية دول حوض النهر

مصر آخر دولة فى مسار النهر فالدول الأخر تستيطع - فى حالة توفر التكنولوجيا والقدرات المادية- أن تتحكم فيما يصل لمصر من المياه

أنظر لتركيا مثلا وكيف تتحكم فى مقدرات المياه من الانهار التى تنبع فى أرضها وتصب فى دول أخرى مثل سوريا

تلوث نهر النيل أو نقص ما يصلنا من النهر يعنى كارثة قومية كبيرة ...

خطط أعداؤنا للنيل منا ترتكز على النيل وضرب السد العالى

فى الماضى عندما كانت هناك وحدة بين شعبى الوادى –مصر والسودان- كانت لاتفصلنا عن منابع النيل فى الحبشة دول أخرى – نستطيع أن ندافع عن أمنا المائى وأن نصل لمنابع حياتنا للدفاع عنها إذا دعت الضرورة

دعنا نتسأل أنفسنا لماذا إذن فرطنا فى هذه الوحدة من أجل التهافت على اتفاقية تحوى فى جنباتها من الشروط ما يؤهل لفك هذه الوحدة

والآن جاء الدور على السودان لكى يتفكك هو الآخر وتصبح بيننا وبين منابع النيل دول عديدة يعلم الله كيف سيمكننا استرضاؤها فى كل وقت لنحصل على قطرات المياه التى سيحتاجها اولادنا واحفادنا

إذن أولوية العمل الساسى فى التعامل مع القضايا المهمة والخطيرة تحتم أن نضع مشاكل دول حوض نهر النيل قبل أى مشكلة فهى مشكلة حياة أو موت

لايجب أن نستمر فى أسلوب رد الفعل لما يحدث حولنا – يجب أن نحلل المواقف ونستشرف المستقبل ونتعرف على السيناريوهات المحتملة والنواتج والتبعيات المترتبة وكيفية التعامل معها

بل يجب أن تكون لدينا استراتيجية واضحة وآلية انذار مبكر لما يدور حولنا لكى نضع الخطط والبرامج للتعامل مع هذا المجال الحيوى حتى نؤمن حياتنا وحياة أولادنا

هذا هو العمل الهام الذى يجب أن تشارك جهات عددية مثل وزارة الخارجية لتوفير المعلومات وتقييم الموقف على أرض الواقع – أكاديمة ناصر العسكرية بما لديها من خيرات ودرسات استراتجية – مراكز المعلومات ودعم القرار وغيرها

أن يكون هناك جهة تنسيق ومتابعة وتطوير وتحديث هذه الدراسات لكى نضع استراتيجية طويلة المدى ملتزم بها ولا تحيد عنها أولوياتنا فى كل العهود القادمة


Sunday 26 August 2007

الحضارة الاسلامية



الحضارة الاسلامية

تاريخ الحضارات يوضح لنا العلاقة بين الحضارات الانسانية وعلاقتها بالبيئة والمقومات المادية والطبيعة المحيطة بها

نشأت أهم الحضارات القديمة فى ثلاث مناطق فى العالم هى الصين وبلاد بين النهرين و مصر حيث تمتعت بنفس المواصفات البيئية من حيث الزراعة على ضفاف الانهار والظروف المناخية المواتية والثروات الطبيعية التى فى متناول الانسان فى ضوء التكنولوجيا المتاحة فى ذلك الوقت

وعندما بدأ الانسان فى التعلم كيف يغالب الطبيعة ويتغلب على الظروف المناخية الصعبة انتقلت الحضارة الى بلاد بها ثروات وخيرات كثيرة فوق الأرض وفى باطن الأرض ونشأت الحضارة فى أوروبا وفى الولايات المتحدة

إذن يمكننا أن نقول أن هناك علاقة بين المقومات المادية للبيئة المحيطة للإنسان والحضارة التى يعيشها – بل قد نصل لأن نقول أن حتى الحالة المزاجية للشعوب قد تتأثر بالبيئة والظروف المناخية فنجد سكان المناطق ذات الظروف المناخية المتقلبة تتميز شعوبها بشخصية متلقبة المزاج كالبيئة التى يعيشون بها – وسكان المناطق المنبسطة ذات الطبيعة المستقرة يتميز أهلها بالبساطة والانفتاح والاستقرار الانفعالى

ولكن الحضارة الاسلامية هى الحضارة الوحيدة التى قامت بدون أى مقومات مادية على الاطلاق صحراء جرداء ليس بها ماء و لاثروات طبيعية- اللهم الا فى اكتشافات البترول حديثة – وشعب من قطاع الطرق يتميز بالقسوة والعنف يؤد البنات ويسترق العبيد

ماذا حدث إذن
هل تغيرت الظرف الطبيعية؟؟؟
هل استبدل الله الناس بأناس آخرين؟؟؟
لم يحدث شيئاً من هذا
ظهر فرد واحد بمفرده لايملك مال ولا جاه ولا شعب يدعمه ولا موارد طبيعية يتسغلها أو يستثمرها ... لاشئ البته (من حيث التعريف المادى للمقومات الحضارية)

تتغير الدنيا ..... تنهار حضارات.... وتنشأ حضارة جديدة ..... متميزة عن غيرها من الحضارات التى تسبقها... وتتحول القلوب التى فى مثل قسوة الحجر الى بشر يعلمون البشرية كلها مفاهيم حضارية لم تخطر على بال...... و قيم يبتناها العالم الحديث والعلم الحديث

تنشأ الحضارات على مدى عدة قرون حتى تكتمل وتنمو وتترعرع .... والحضارة الاسلامية ازدهرات فى فترة قصيرة جداً بالنسبة لباقى الحضارات

الحضارات تنبى على تراكم فكرى للعديد من المفكرين والقادة على مدار السنين لتتشكل قيمها وثقافتها .... والحضارة الاسلامية نشأت بفرد واحد لايمكن الا أن يكون نبى ليحدث هذا الابهار وهذه الطفرة

Saturday 25 August 2007

تحديد النسل أم جودة النسل

تحديد النسل أم جودة النسل

نسمع كثيرا عن برامج تحديد النسل فى مصر وفى الدول النامية وسنحاول اليوم أن ننظر لها بطريقة مختلفة ونعيد التفكير فى كثير من المسلمات أو بالأحرى استسلامات تحولت الى مسلمات

أولا: يقال لنا أن تحديد النسل هو خير لنا وللبشرية كلها
لماذا؟ لأن الموارد الطبيعية تتآكل تحت ضغط الاستهلاك المتزايد للبشر

نحن نوافق على أن الموارد البشرية تتآكل ولكن هل بسبب المجتمع النامى أم بسبب المجتمع المتقدم
تقول الدراسات أن الفرد فى الولايات المتحدة يتسهلكك 200 ضعف ما يستهلكه الفرد فى المحتمعات النامية
يقال أيضا أن الانفاق فى الولايات المتحدة فى طعام الحيوانات الاليفة مثل الكلاب والقطط أكبر من ميزانية الهند
أى أن أى كلب فى الولايات المتحدة ينفق عليه فى الأكل والشرب فقط أكثر من متوسط ما ينفق على أى انسان فى دولة نامية

إذن دعنا نتسائل هل المشكلة فى عدد سكان أى دولة نامية أم فى نمط إنفاق واستهلاك الدول المتقدمة للموارد الطبيعية.

من هم أولى بتحديد النسل الذى ينفق جنيها أم الذى ينفق 200 جنيها
الدول المتقدمة يا سادة تشجع زيادة النسل مثل الدول الأوربية التى تدعم ماليا العائلات الكبيرة

هل هناك عاقل يمكنه أن يطلب من اليابان (ذات الموارد المحدودة) أن تحدد النسل

طبعا الرد الطبيعى والمتوقع ان الشخص اليابانى أو الغربى يضيف للعائد القومى أكثر مما ينفق فكل شخص يعد قيمة مضافة لمجتمعه

إذن هنا مربط الفرس فالمشكلة فى النوع وليس فى الكم

إذن المشكلة لابد أن تصاغ بطريقة مختلفة

فبدلا من أن نطالب بتحديد النسل نطالب بتجويد النسل فى التعليم والصحة والثقافة والانتاجية والابتكار

ثانيا: يقال لنا أيضاٌ أن تحديد النسل سيؤدى لزيادة الدخل

فهاهى الدول الغنية معدل الزيادة فى النسل بها محدود بينما الدول الفقية معدل الزيادة بها عال جدا
أنظر لفرنسا أو انجلترا أو ايطاليا ستجدد تعدادها لم يزد منذ عشرات السنوات وأنظر لدول افريقيا والدول النامية والى تتزايد باضطراد

ولكن نحن كمن وضع العربة أمام الحصان

هل تناقص النسل هو الذى أدى لزيادة الدخل
أم أنه عندما زاد دخل الأسرة وارتفع مستواها الصحى والثقافى والتعليمى حددت نسلها

المتغير المستقل (أى الحصان) هو مستوى العائلة وجودة العيشة والمتغير التابع (أى العربة) هو تحديد النسل وليس العكس

ثالثا: لماذا لا تنجح برامج تحديد النسل فى مصر

لأننا لا نحترم ذكاء البشر أو حتى ذكائنا
فما هى علاقة العامل أو الفلاح البسيط بالدخل القومى وميزان المدفوعات والميزان التجارى وسعر الدولار وسعر الفائدة والبورصة

ببساطة شديدية يمثل النسل للعامل أو الفلاح قيمة معنوية وقيمة مادية

العامل البسيط تصبح له عزوة وعائلة كبيرة عندما يصبح أباً لخمسة أو ستة أبناء
العامل البسيط يتضاعف دخله كلما زاد ولده

ألا تتعارض هذه القيم مع البراج المهولة فى تحديد النسل
هل فكرنا فى حل هذا التعارض

هل يعتقد أحد أن يكتب النجاح لهذه البرامج فى ظل هذا التعارض

لماذا إذن تنفق الولايات المتحدة والدول الغربية هذا الانفاق الكبير على برامج تحديد النسل وتربطه ببرامج المعونة للدول الفقيرة

الموضوع ببساطة يتوقف على فكرة الحشد Mobilization

دعنا نشرح الفكرة كالتالى: تعداد الصين أو الهند يتحاوز المليار فرد
إذن هناك على الأقل طبقا لأى معلومات احصائية بسيطة حوالى عشرة بالمائة من الاشخاص الاذكياء أو العباقرة

يعنى كده مائة مليون عبقرى أو ذكى أو متفوق لو حشدت هذه الجيوش من العباقرة لما بقى للدول المتقدمة دور تلعبه فى العالم

مصر مركز تقاطع العديد من الدوائر – الدول العربية – الدول الافريقية – الدول النامية
هذه الدوائر هى بؤرة التركيز على تحديد نسلها البكستان وبنجلادش سيصلون الى 500 مليون نسة فى خلال فترة قصيرة واندونسيا وغيرها

هذا هو الهدف الرئيسى من تحديد النسل الذى تتبناه الدول المتقدمة

رابعا: أذا كان البشر هم المصدر الرئيسى للثرة لماذ إذن لانحسن استغلالهم

طبعا كلنا نعرف عن صناعة التعدين فنحن نبحث عن الذهب ونبحث عن الحديد ونبحث عن كل الثروات الطبيعية فى باطن الأرض بل ننفق ملايين الجنيهات والدولارات للوصل الى بئر بترول أو منجم فوسفات (اخرس لايتكلم – لايفكر لابيتكر – لايملك من قدره شيئا) – ثم نفق علها الملايين لكى نعالجها أو ننقيها أو نلمعها أو نصنعها

نضع الخطط ونعمل المسح الجيوفيزقى والابحاث المعلمية والتحاليل والمعالجات المعقدة على الحاسب لكى نصل اليها – نكرم الخبراء والمتخصصين فى هذا المجال ونجزل لهم العطاء

باقى ثروة أخيرة هى البشر - فوق سطح الأرض - سهل الوصول اليهم سهل التقاهم معه– ينمون لا يتآكلون – متنوعون - هم الاساس فى الوصول الى باقى الثروات

كم من الثروات الضائعة من البشر التى بدلا من البحث عنها ندفنها – نهيل عليها التراب – نهملها – لا نبحث عنها – لا يهمنا أمرها

أين الخطط وأين المسوحات للتعرف على الذهب والحديد من البشر كيف نحسن استخدام ثروتنا بعد المعالجة والتنقية والتطوير

دعنا نتعلم من التاريخ ففى فرنسا بعد الثورة الفرنسية والقضاء على الطبقة الحاكمة والنبلاء وبعد الهوجة بدء التفكير من سيقود فرنسا بعد أن قطعنا رؤوس هؤلاء

أنشأت فرنسا المدارس العليا التى تفرز الشباب فى مسابقات بعد الانتهاء من التعليم الثانوى لتضعهم فى نظام تلعيمى خاص يهيئهم لتبؤ المناصب العليا – نابليون بوانبرات أصبح ماريشال وهو فى الثلاثين من عهره

ونحن يكفينا التعليم الخاص والجامعات الخاصة واللى يدفع يتعلم أو بالأحرى يأخذ شهادة ويقود بعد كده







Wednesday 1 August 2007

قدرة مصر التنافسية

تعانى مصر من ضعف الناتج القومى وكذلك القدرة التصديرية مقارنة بالعديد من الدول النامية أو حتى دول العالم العربى .... الاسباب واضحة وبسيطة
أولا الاستسهال

فرجل الاعمال المصرى يستطيع أن يبيع سلعته فى السوق المصرى دون أن يحمل هم رقابة فعلية للجودة أومكافحة الغش لتجارى أو أى رقابة فعلية على المواصفات سواء منتجات غذائية مغشوشة مثل الجبن الذى يصنع فى الغسالات أو الرنجة التى تدهن جمالاكة أو البلح الذى يدهن ورنيش أو الجبن الرومى بالفورمالين أو الموز الذى يرش بغاز سام ليكتسب اللون الأصفر

أحكموا الرقابة على الداخل تفتح لكم أبواب التصدير فى الخارج

ثانيا الاتكال
رجل الأعمال المصرى لا يعرف دراسة جدوى حقيقية لمشروعه قبل أن يبدء لكن مجرد أرقام وضعها أمامه المحاسبون عن ربحية وهمية
هدفه الأول من هذه الدراسة هى الحصول على قرض من البنوك والكل يعرف بقية القصة - فهو يضحك على نفسه أولاً وأخيرا

ودائما يردد أتوكل على الله هل هذا هو الاتكال

-واذا كان بعض رجال الأعمال قد حققوا نجاحات فى الماضى- نحن نتكلم عن الشرفاء- فهو نجاح الصدفة فكم من مئات الآلاف من حالات الفشل التى صادفها الكثير والتى أودت بهم الى السجون واسرهم الى التشرد
فالنجاح غير المخطط أو المدروس لن يستمر طويلا وسرعان ما ينتهى الى نهاية غير سعيدة

فهناك قول مأثور
ليس هناك نجاح أوفشل بل هناك تجارب نتعلم منها

لذا يجب طرح الأسئلة التالية

هل تعرف الناجحون عن أسباب نجاحهم وهل ستستمر هذه الأسباب أم ستزول؟
كذلك هل تعلم الفاشلون اسباب فشلهم حنى يستطيعوا أن يتعلموا من فشلهم؟


دعنا نأخذ مثال الصندوق الاجتماعى للتنمية – آلاف من حالات الفشل والتعثر – السبب بسيط هؤلاء المقترضين هم فى الوقع أناس يعرفون مهنة أو مهارة محددة وقد تكون مميزة – ولكن للأسف - لا يفهم هؤلاء البسطاء فى النواحى المالية أو التسويق ولا يستطيع أى منهم أن يقرأ ميزانيته أو يفهمها و لا يعى العواقب القانونية عند شراءه أصل من أصول شركته أو عند كتابة عقد - هذه المواقف اليومية أو الطارئة قد يتعرض لها المستمثر الصغير والنتجية مشاكل كبيرة وتعثر

Tuesday 31 July 2007

الاصلاح الادارى فى مصر والمتناقضات العشر

إن تشخيص الوضع الحالى وتحديد الأسباب الرئيسية للمشاكل، والتعرف على أبعادها وآثارها فى المستقبل وأهميتها النسبية، يدفعنا إلى أن نستعرض بعض التناقضات الأساسية التى تشوب أداء الجهاز الإدارى بالدولة

التناقض الأول

توجد العديد من الأعمال والخدمات الأساسية التى يحتاجها المجتمع بشدة ولكنها لا تؤدى على الوجه المطلوب أو قد لا تؤدى على الإطلاق، وعلى الطرف الأخر يعانى المجتمع من تضخم عدد العاملين فى أجهزة الدولة والذين لا يعملون فى المتوسط سوى لعدة دقائق فى اليوم الواحد

والأمثلة على ذلك كثيرة فنجد كثير من المصالح والجهات حكومية تكتظ بالموظفين حتى يكاد أن يستوعبهم المكان بصعوبة أو تكفيهم المكاتب أو حتى الكراسى، وبالرغم من ذلك نلاحظ ضعف إنتاجية هذه الجهات وتعطل الأعمال وطول الإجراءات، كذلك نجد أن الشوارع والطرقات بالعاصمة بل وباقى المدن تعانى من قصور شديد بسبب سوء تنظيفها وصيانتها بالرغم من تعيين الدولة لأعداد كبيرة من العمال للقيام بهذه المهمة، ونجد فى حياتنا اليومية العديد من هذه الأمثلة

التناقض الثانى

تعانى الدولة من تدنى مستوى وكفاءات العاملين بها، وبالرغم من ذلك يتحول نفس العاملين إلى كفاءات وخبرات متميزة بمجرد خروجهم للعمل فى القطاع الخاص أو فى الخارج

التناقض الثالث

ومن جهة أخرى فان عجز النظام الرسمى فى الجهاز الحكومى عن أداء الخدمة على المستوى المطلوب، أدى إلى ظهور نظام مواز غير رسمى ليقدم الخدمة بالجودة والمستوى المطلوبين والتى يعجز عن أدائها النظام الرسمى للطبقات القادرة أو لذوى النفوذ

ويمكن إيجاز هذا التناقص فيما يلى: بالرغم من ضعف مستوى الخدمات التى يقدمها الجهاز الحكومى ومعاناة الجمهور من أجل الحصول عليها طبقا للنظام الرسمى للدولة، إلا أن هناك دائما نظام مواز يكفل لفئات معينة الحصول على هذه الخدمات بالمستوى المطلوب وبدون معاناة وبدون وجه حق فى بعض الأحيان

التناقض الرابع

بالرغم من معاناة الجهاز الإدارى من كثرة الأجهزة الرقابية، وتعقد الإجراءات الحكومية بسبب تعدد الإجراءات الرقابية، إلا أننا نعانى جميعا من ظاهرة التسيب والإهمال والسرقات و إهدار المال العام

ولقد ظلت مفاهيم الرقابة الخارجية اللاحقة هى أحد المفاهيم والقيم السارية والمرادفة للإدارة الجيدة فى مصر، حتى ارتبط كل تطوير و إصلاح يقترحه مسئول بالبحث عن كيفية وضع نظم جديدة للرقابة فى مجاله، فتعددت وتعقدت نظم الرقابة، وتهرب المديرون من تحمل المسئولية، وتفنن ضعاف النفوس فى إيجاد الثغرات للنفاذ منها،

وأدت هذه المفاهيم فى كل مرة إلى أثارا عكسية، وتزداد بالتالى الحاجة إلى نظام رقابة أشد، وتتكرر السلسة وهكذا دواليك

التناقض الخامس

بالرغم من ضعف الإمكانيات المادية للدولة والحاجة إلى ضغط الإنفاق وزيادة الإيرادات نظرا للعجز فى ميزانية الدولة، نلاحظ كبر حجم الفاقد والهالك فى موارد الدولة وحتى فى المعونات الخارجية مثل

هالك نقل وتخزين المحاصيل الزراعية (القمح - الارز - وغيرها) وهالك مخلفاتها مثل قش الأرز ... ألخ

هالك الخبز

هالك المياه - هالك الكهرباء .... تضاء الشوارع نهارا

فاقد مصاريف التهانى والتعازى والحفلات

فاقد المشروعات التى تبنى وتهدم مثل جراج رمسيس

فاقد الشراء لمخزون ومعدات متراكمة منذ سنوات (بالرغم من قيمتها الدفترية بالمليارات الا ان قيمتها الفعلية الآن معدومة)

هالك رصف وحفر الشوارع والارصفة

هالك سوء تنفيذ الاعمال المدنية والانشائية واعادة تنفيذها دون محاسبة مثل محور 6اكتوبر

التناقض السابع

بالرغم من قيم التكاتف والتعاطف الاجتماعى التى تسود المجتمع المصرى حتى الآن إلا أن العلاقات الإنسانية بين الموظف العام والجمهور وصلت إلى حالة سيئة، ومن العجيب انتشار هذه الظاهرة بالرغم من تبدل الأدوار فى العديد من المواقف

التناقض الثامن

بالرغم من أن النقد الموجه إلى الجهات والأجهزة الحكومية بالبيروقراطية وتعقد النظم والقوانين واللوائح التى تحكم عملها وصعوبة تغييرها وتطويرها، إلا أن الواقع يوضح أن أسلوب العمل وكفاءة هذه الأجهزة قد تتغير تماما بتغير رئيس الجهة

التناقض التاسع

بالرغم من الانخفاض الشديد فى مستوى معيشة الموظف العام، واستمرار تناقص دخله الحقيقى من سنة لأخرى، إلا انه لم تتم دراسة جادة من قبل الدولة أو من أى طرف آخر للتعرف على الأساليب المختلفة التى يلجأ لها الموظف لتعويض هذا النقص، وآثار ذلك على الموظف وعلى كفاءة العمل الذى يؤديه

فالمشكلة الأساسية أن الموظف العام هو أشد الناس تضررا وتأثرا بعمليات الإصلاح الاقتصادى، وبالرغم من ذلك لم تناقش قبل بدء الإصلاح الاقتصادى أو أثناء تنفيذه كيف سيقوم الموظف بمواجهة هذه الآثار، بالرغم من العواقب الوخيمة التى تنتج بسبب تجاهل مثل هذه المشكلة

التناقض العاشر

بالرغم من إجماع كافة فئات الشعب وكذلك العاملين فى الجهاز الحكومى والسلطة السياسية والتشريعية على الرغبة فى التغيير والتطوير، إلا ان جهود الإصلاح والتغيير ما زالت تتعثر بطريقة واضحة حتى الآن

اقترح بسيط

تعانى الحكومة من زيادة العاملين فى دولاب العمل الحكومى لدرجة أن بعض منهم لا يجد كرسى أو مكتب يجلس إليه، وفى المقابل يعانى المواطنين من بطء إنجاز المعاملات وسوء تقديم الخدمة وكثرة الإجازات الرسمية، كما يعانى الشارع من المصرى من الزحام الرهيب فى شوارع مصر ووسائل مواصلاتها المختلفة، ما رأيكم فى حل غير مكلف ويتعامل مع كل هذه المتناقضات

الحل ببساطة أن يصبح العمل فى المصالح الحكومية كسابق عهده- ستة أيام فى الأسبوع- ويمتد العمل إلى فترتين- صباحية ومسائية– بحيث يقسم الموظفين على الفترتين فى ضوء رغباتهم ومصلحة العمل

النتيجة سيجد كل موظف مكان يستطيع أن يعمل فيه بدون زحام، وستستفيد الدولة بالقوى العاملة الزائدة بتقديم الخدمة فترات أطول بدون أجور إضافية أو إنشاءات أو توسعات جديدة أو شراء مكاتب وتجهيزات إدارية إضافية ، كذلك سيقل الزحام فى أيام وفترات الذروة، كما سيصبح للمواطن فرصة الحصول على الخدمة فى الأوقات التى تتناسب مع ظروفه

Tuesday 6 March 2007

تعريف

الهدف من هذه المدونة هو تبادل الأراء حول قضايا ومشاكل المواطن المصرى فهى لا تتبنى فكراً بعينه ولكن تهدف الى تبادل الأراء حول مشاكل الوطن وتشخيص اسبابها وطرح مقترحات بناءة من أجل نهضة مصر